العودة الى العمل ضرورة ملحة محاطة بالمحاذير
محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة
العودة الى العمل
ضرورة ملحة محاطة بالمحاذير
لا أحد ينكر أن تاثير فيروس كورونا كان قاسيا على كافة الأصعدة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للشعوب والدول وأن حاجة الناس إلى العودة إلى سابق حياتهم بعد هذا الشلل العالمي أصبحت حتمية وملحة.
ومع ذلك فقد انقسمت الآراء حول إعادة فتح الاقتصاد فبعض المحلليين أكدوا أنها “مغامرة” لا مفر منها، فيما رأى آخرون أنه ربما وجب “الصبر”، محذرين من موجة ثانية للفيروس.
وقال فريق ثالث إن رفع القيود هو بمثابة العودة إلى سياسة “مناعة القطيع” وأنها سياسة رأس مالية في الأساس، لا تعطي الأولوية لحياة الإنسان.
وهنا نؤكد أنه من الصعب فعلا أن تظل اقتصادايات الدول معطلة في ظل تصريح مسؤول كبير بالأمم المتحدة في أن نصف العمالة في العالم قد تفقد وظائفها إذا استمر الاغلاق أكثر من ذلك.
ومع ذلك فإن سلامة الإنسان عندي في المقام الأول وليس كما يروج بعض كبار الاقتصاديين بأن العودة إلى العمل قد تؤدي إلى ما يسمى مناعة القطيع والتي أرى أن الغاية منها إبقاء الشركات والمصانع بالعمل لأن هدف الرأسمالية هو المال بعيدا عن القيم والأخلاق والمبادئ.
ويكون السؤال الكبير هو كيف نعود إلى أماكن العمل الوظيفية مع الحفاظ في الوقت ذاته على صحة الأشخاص وعلى الإنتاجية.
وهنا يتّضح أنه من الممكن فعلاً وضع استراتيجيات آمنة وفعّالة للعودة إلى مكان العمل، في حال تم التركيز على كل من الخطط الذكية المؤقتة والحلول الشاملة طويلة الأمد.
وبكل تأكيد إن إعادة تصميم طريقة توزيع الأشخاص عبر المساحة على كل من المسافة المحتملة بين الأشخاص ومقدار الوقت، الذي يقضونه في أماكن معينة، مما يؤدي بالتالي إلى تحسين مستوى السلامة وهذا ينطبق على أي مكان سواء كان أماكن تسوق أو مطاعم أو أماكن عمل خدمية كانت أو إنتاجية.
وهنا أشيد بالإجراءت التي إتخذتها دولة قطر في هذا الشأن وهي العودة المقننة وعلى مراحل في ظل إجراءات إحترازية وفق أعلى معاير السلامة والأمان والتباعد الإجتماعي الذي سيؤدي في الأخير إلى العبور بسلامة وأمان تلك المرحلة الصعبة من عمر البشرية.
وأخيرا دعاء إلى العلي القدير أن يزيح عنا الوباء والأمراض الذي نعرف منها أو نعرف أنه نعم المولى ونعم النصير وسلامتكم.