2019 عام العز والخير


محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة

 

    المتجول في شوارع الدوحة وغيرها من مدن قطر العامرة الزاهرة لا يمكن أن يتخيل ولا يخطر على باله أن ذلك بلدا يفرض عليه حصار بري وجوي وبحري تمنع فيه سفنه وتجارته من السير فى المياه الإقليمية لثلاث بلدان خليجية.
    فقطر وبفضل من الله سبحانه واهب النعم والخيرات وبحكمة ربان السفينة وقائدها صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تجاوزت الحصار وحققت معجزة اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة الحديث.
    ولا اعتقد أيضا أن ضاربي الحصار الغادر كانوا يظنون أو يتمنون أن يكون ذلك هو المصير والحال الذي وصلنا إليه فكانوا يظنون أن قطر ستركع وتنهار ويهرب المقيمين منها وتخرب الأسواق ولا يجد الناس أقواتا تباع وتشترى ولكن سبحانه الرازق وسبحانه المنتقم الجبار فمعظم مخططي الحصار الذين دبروا أمرا بليل أصبحوا الآن بعيدا عن مناصبهم في انتظار مصير مجهول ربما يصل إلى محاكمات دولية على ما ارتكبته ايديهم من آثام في حق جيرانهم بل وحق مواطنيهم.
    بينما قطر سرعت خططها التنموية وفتحت أسواق جديدة وموانئ دولية ونمت شركتها الوطنية للطائرات وأصبحت قبلة للاستثمار والشراكات في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والرياضية وغيرها من المجالات التي تزدهر فيها قطر ويعلو شأنها يوما بعد يوم.
    وإذا كان خبراء الاقتصاد والتخطيط يؤكدون أن التنمية الاقتصادية تشكل عنصراً أساسياً في رؤية قطر الوطنية 2030 فهي بمثابة محرّك للتطور، من خلال توفيرها فرصاً أكثر، وحياة أفضل للقطريين. فتنمية اقتصاد قطر تعني أيجاد توازن بين الاقتصاد القائم على النفط، وبين اقتصاد أكثر اعتماداً على المعرفة، وذلك سعياً إلى تنويع الاقتصاد القطري وضمان مناخ أعمال مستقر ومستدام. فإننا نرى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تعد عنصراً موجهاً نحو إدارة حكيمة للاقتصاد القطري، قائمة على تعزيز المنافسة واستقطاب المزيد من الاستثمارات وتحفيز النمو. ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي ليس كافياً لضمان إزدهار قطر، إذ أن التنمية الاجتماعية والبشرية ركنان أساسيان في تقدم البلاد كما يؤكد على ذلك سيدي سمو الأمير في كافة خطاباته وكلماته التي تعد منهج عمل وخارطه طريق قويم لقطر حكومة ومواطنين ومقيمين.
    لذا فلم أستغرب توقعات صندوق النقد الدولي بشان نمو الناتج المحلي القطري بنحو 3.1 بالمائة في 2019، مقابل توقعاته بنموه بنحو 2.4 بالمائة في 2018، وأفاد الصندوق بأن تقديراته تشير إلى أن احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي سترتفع إلى 36 مليار دولار، مشيرا إلى أن الإجراءات المالية الضخمة التي اتخذتها الدولة مكنتها من مواجهة الصدمات المتمثلة في انخفاض أسعار النفط في الفترة من 2014 إلى 2016 إلى جانب أزمة الحصار.
    وأخيرا إن إيماني بقطر القيادة وقطر الحكومة وقطر الشعب لم يتزحزح قيد أنملة وفي أي وقت من الأوقات فقد كنت على يقين إننا قادرين على تخطي أي أزمة مهما كبرت والتصدي لأي مكيدة مهما دبر لها الحاقدون وإننا سننجح ونجتاز أي عراقيل مهما وضع في طريقنا من مصاعب ومما سبق فأنا على يقين وبثقة في الله عز وجل ناصر الحق والعدل أن عام 2019 سيكون عام عز وخير إن شاء الله الحكيم العليم وسلامتكم.