وردة الصحراء متحف الأجيال القادمة
محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة
-
في التعريفات العلمية يهدف إنشاء المتاحف عموما إلى حماية التراث و الأعمال الفنية ذات القيمة التراثية لكن رؤية وفكر قطر ليس حفظ تلك المقتنيات الثمينة وحسب بل إثراء هذا التراث و التعريف به في إطار ثقافي يتأقلم مع حاجيات و متطلبات المجتمع وتطوره .
لذا كانت سعادتي كبيرة بإفتتاح صاحب السمو سيدي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لمتحف قطر الوطني هذا الصرح الثقافي العالمي الذى بدأ العمل به منذ عام 2008، واستغرق العمل فيه 10 سنوات وذلك لضخامته وتفرده في التصميم والتنفيذ حيث تم تصميم المتحف ليكون تجربة متحفيه غامرة وتجريبية على حد سواء وتم تقسيم المتحف إلى ثلاثة أقسام هي: البدايات، والحياة في قطر، وبناء الأمة. وتعرض محتويات هذه الأقسام في 11 قاعة عرض مستقلة .
ولا يسعني هنا الا بالإشادة بسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر على جهودها الكبيرة ومتابعتها اليومية طوال سنوات البناء .
ولا شك أن التصميم الذى أنجزه المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل يمثل إضافة إلى المباني الفريدة في العالم و إضافة متميزة إلى الدوحة الساحرة بأقراصه المنحنية، وتقاطعاته، وزواياه الناتئة والمستوحى من شكل وردة الصحراء التي تنبت في البر القطري.
كما يسعدني أن أشيد أيضا بفرق المرممين القطريين الذين كانوا وراء إعادة الحياة والرونق الجميل إلى قصر المغفور له بإذن الله الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني الذي تم ترميمه باقتدار وكفاءة والذي يمثل في حد ذاته قلب الهوية الوطنية القطرية .
ولاشك أن الزائر لمتحف قطر الوطني سيجد نفسه أمام متحف عصري مزود بأفضل الوسائل التكنولوجية في العالم للعرض المتحفي حيث يشتمل على بدايات التطور الجيولوجي لشبه جزيرة قطر، والبيئات الطبيعية فيها، والآثار والنقوش الصخرية في المواقع الأثرية، وعن حياة أهل قطر في البر والسواحل، والمعرض الرقمي بالإضافة إلى أهم القطع والمقتنيات المتعلقة باللؤلؤ وتصميم المجوهرات، بالإضافة إلى صالات العرض الخاصة بالتاريخ القطري الحديث منذ اكتشاف النفط والغاز.
والحق أقول لقد كنت اشعر بالضيق وانا أرى الكثيرين من شباب اليوم لا يعرفون الكثير عن التضحيات الكبيرة والاعمال العظيمة التي قدمها الأباء والأجداد من أجل إستقلال وبناء وازدهار قطر حتى وصلت إلى ذرى العلا والشموخ .
ولكن اليوم كل شيء أصبح موجود ومحفوظ ليس لنا وحسب بل وللأجيال القادمة حتى يعرفوا الملحمة العظيمة التي كانت وراء قطر ورفعتها بين الأمم والشعوب .
وأخيرا هي دعوة للجميع في كافة انحاء العالم بزيارة متحف قطر الوطني والذى أصبح ايقونة المتاحف العالمية بما يحوى من كنوز ونفائس لأنه بنسخته الجديدة يفتح نوافذ المعرفة على مصراعيها ليتعرف العالم على ثقافتنا وتراثنا وتاريخنا ومبادئنا وأخلاقنا وقيمنا التي نتوارثها جيلا بعد جيل وسلامتكم .