لشبونة حالمة ومتجددة

لشبونة  حالمة ومتجددة
    مجلة الدانة تلشبونة، عراقة التاريخ في أحضان الطبيعة
    ترقد لشبونة على سبعة من التلال السينمائية المطلة على بانوراما ريو تيجو التي تشكل مشهدا فريدا من نوعه على مدار القرون للكثير من الأزقة المرصوفة بالحصى، الأثار القديمة، والكاتدرائيات ذات القبة البيضاء. قبل الاف السنين أبحر الفينيقيون الى لشبونة وسكنوا في إحدى تلالها السبعة، وارتووا من نهر تيخو الذي تستلقي المدينة عند مصبّه. في العام 714 ميلادي أصبحت لشبونة إحدى مدن الأندلس التابعة للدولة الأموية بعد فتوحات طارق بن زياد حتى عام 1147 ميلادي، لما يقارب 400 عام عاش العرب المسلمون وسكان المدينة من مسيحيين ويهود بألفة وحسن جوار يمارسون شعائرهم الدينية ويتمتعون بحقوقهم المدنية في الملكية كما المسلمون. لكن سقطت لشبونة في أيدي البرتغاليين بعد حروب ملوك الطوائف في الدولة الأموية، وتحديدًا في عهد المرابطين.
    ترام واي 28
    عادة ما توضع عربات الترام واي الصغيرة في كل مكان من العالم في المتاحف، لكن الأمر مختلف تماما في مدينة لشبونة، التي حدثت الترام واي 28 الصغير منذ ثلاثينيات القرن العشرين، كجزء أساسي من المواصلات العامة للمدينة. وفي المقابل، طريق الترام رقم 28 غير مناسب للترام الحديث، نظراً لامتلاء الطريق بالمنعطفات الضيقة والتدرجات الحادة. يربط الترام واي 28 بين ساحة مارتيم مونيز وحي كامبو أوريكي، ويمر عبر الأحياء السياحية المشهورة غراسا وألفاما وبايكسا وإستريلا. وبالتالي، متعة الجولة السياحية الكلاسيكية على متن الترام، تتمثل في التمتع بمشاهدة معالم لشبونة السياحية من على متن الترام الأصفر الجميل أثناء مروره عبر شوارع المدينة الضيقة ومعالمها السياحية التاريخية.
    مصعد سانتا جوستا
    يعتبر مصعد سانتا جوستا، الذي تم بنائه في القرن التاسع عشر واحدا من اكثر المعالم السياحية المهمة في مدينة لشبونة، لما يوفره لزوار المدينة من فرصة للوصول من أعلى تلة في منطقة بايسكا الى لارجو دو كارمو للاستمتاع بإطلالة خلابة على أطلال كنيسة كارمو. بينما يتزين الهيكل الخارجي للمصعد بأقواس هندسية رائعة، يتكون داخل العربات بشكل أساسي من أجود أنواع الخشب المصقول. في أعلى المصعد يوجد منصة عرض مسطحة من الممكن أنها ليست أعلى قمة في لشبونة ولكنها توفر إطلالة بانورامية رائعة لا مثيل لها لوسط مدينة لشبونة القديمة على حي بايكسا وحتى قلعة ساو جورج تحديدا في وقت الشروق والغروب.
    قلعة ساو جورج
    هي قلعة مبنية على الطراز المغربي وتطل على المركز التاريخي في مدينة لشبونة ونهر تاغوس، تعود القلعة المحصنة إلى العصور الوسطى من التاريخ البرتغالي، كما أنها كانت مقر السلطة الرئيسية القديمة للبرتغال لأكثر من 400 سنة. وبالتالي، هي واحدة من اهم الاماكن السياحية في البرتغال. القلعة تتكون من ساحة رئيسية ضخمة، الحدائق، وساحة كبيرة من المدرجات القديمة. عند صعودكم إلى قمة قلعة ساو جورج تستطيعون الحصول على مشهد بانورامي خلّاب للغاية لمدينة لشبونة الرائعة، محبي المرتفعات يمكنهم تسلق عدد لا بأس به من الدرجات للوصول إلى قمة القلعة التاريخية.
    مطاعم ومقاهي لشبونة
    يعتبر جسر “25 أبريل” المعلق أحد أهم معالم المدينة ويقع تحت هذا الجسر، وعلى حافة مرسى السفن، مطعم “5 أوسيانوس” الفسيح، والذي تعرض أسماكه ومأكولاته البحرية الطازجة بشكل بهيٍّ أمامكم، وسواء جلستم في طابقه العلوي المنعش بزخارفه العصرية، أو في الشرفة، فسوف تستمتعون بمناظر فنية مطلة على نهر تاجُه، في الوقت الذي تتذوق فيه الأكلات المحلية مثل “ألاغارييرو”، الأخطبوط المطبوخ في الفرن مع البطاطا، أو “بولياو باتو”، المحار المطبوخ مع الثوم. في ساحة “براسو دو كوميرسيو” (والمعروفة أيضاً لدى السكان المحليين باسم “تيهيرو دو باسو”)، المواجهة للبحر، يقع مقهى ومطعم “مارتشينيو دا أركادا”، إنه بقعة رائعة لمشاهدة المارة، ويقع ضمن أروقة متاجر أنيقة ويشتهر برواده من أصحاب الأعمال المحليين وموظفي الدولة المدنيين، وقد استُخدم خلال القرن الماضي كمكان تردّد عليه كثيراً الأديب فرناندو بيسوا، الشاعر البرتغالي المشهور. وبإمكانكم أن تدخلوه لاحتساء فنجان من القهوة مع تناول “باستيل دي ناتا” الشهيرة (فطائر الكسترد بالبيض) في الشرفة. جوب في ازقة مدينة التلال السبعة، وتصحبكم معها لتعرف على أجمل المعالم التاريخية والطبيعية الخلابة لمدينة لشبونة.