كيف نُنمي ثقافتنا

كيف نُنمي ثقافتنا

9 كتب
كيف نُنمي ثقافتنا

ما يمر به الآن العالم من ظروف مقيدة للحركة تحت وطأة الحجر الصحي المنزلي الوقائي من أجل سلامة المجتمعات في شتى بقاع الأرض لن يستمر طويلا، وستمر جائحة فيروس كورونا كغيرها من الوباءات التي ضربت سكان الأرض على مر العصور وقاومتها وانتصرت عليها، وكما تعلمنا في فترة قصيرة إتقان رفع مناعة أجسادنا بالفيتامينات لمقاومة “كوفيد19″، علينا أن نستثمر هذا الوقت الثمين في رفع مناعتنا الثقافية بالقراءة ايضا، بذلك ستكون التجربة حملت على جوانبها ما تحمل من ايجابيات، فلا شك أن الوقت الذي بين أيدينا الآن فرصة عظيمة لن تعوض، وكان من وقت قريب يومنا الوافر بالزمن الآن عملة نادرة داخل حيواتنا المحمومة بالحركة، وأحيانا أخرى كان مبررا يقوله الناس للإنفكاك من مسؤولية المطالعة والقراءة
ولفهم ما يدور حولنا من أحداث في شتى المجالات علينا أن نقرأ في مجالات تختلف عن دراستنا وعملنا الذي ترتب عليها فيما بعد، لتنمية ثقافتنا وإكسابها طابع التنوع، وضمن هذا السياق يأتي علم الفزياء وفي مقدمته كتاب “تاريخ موجز للزمن” الصادر عام 1988 لمؤلفه العالم الفزيائي ستيفن هوكينج وهو كتاب شيق وقائم على تبسيط العلم وغير موجه للمختص بل ليستفيد من اكتشافاته عامة الناس، ويعد هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعا في العالم حيث بيع منه أكثر من 10 ملايين نسخة وترجم إلى 35 لغة حول العالم ومازال يقرأ.
ويعزز فهمنا لتاريخ العلماء المسلمين كتاب “ألف اختراع واختراع” ويعد من أهم المصادر الموثقة التي تؤرخ انجازات علماء التاريخ الإسلامي على مر العصور في العديد من المجالات والعلوم، ويحوي الكتاب انجازات باقة من العلماء مثل الجزري والحسن بن الهيثم، وأيضاً علماء الفلك المسلمين الذي كان لهم اسهام كبير في تطور هذا العلم الذي وصلنا له اليوم.
بينما يضم حزمة من التجارب الإنسانية كتاب “التأملات” للإمبراطور اليوناني “ماركوس أوريليوس” ما بين عام 161 إلى 180 ميلاديا ناقشت فكرة الحفاظ على القوة الذهنية، واعتبر فيما بعد كتاب “التأملات” من أهم الكتب الفلسفية.
وفي رحلة ماتعة يسافر بنا كتاب “الخرافة” لكاتبه “روبرت أيه سيجال” إلى أعماق الخرافات والأساطير القديمة، ليقف على نشأتها وكيف تطورت، ويرصد الدوافع الإنسانية التي ساهمت في ابتكار الخرافة، وعلاقتها بالفلسفة والأدب وعلم النفس كما رصد أيضا كيفية تطورها عبر العصور
ومن أهم الكتب التي من الممكن أن تخلع عنا فهمنا الخاطئ عن علم النفس ونظرياته كتاب “أشهر 50 خرافة في علم النفس” والذي تم نشره عام 2009 وألفه مجموعة من الباحثين المتخصصين في علم النفس، وهدف الكتاب محاربة ما يعرف باسم علم النفس الشعبي بتقديم رؤية نقدية لخمسين نظرية نفسية شعبية خاطئة، ويشرع في تصحيحها بناء على النظريات العلمية.
وبعيدا عن “أدب نهاية العالم” أو “الديستوبيا” الذي تصاعدت وتيرة قراءته في اللحظة الراهنة هناك العديد من الروايات العالمية التي شحنت قراءها بشحنات رومانسية نادرة رواية “البطء” للكاتب الفرنسي “ميلان كونديرا” فيها يروي بأسلوبه الساحر عن قصتي حب الأولى تدور أحداثها في القرن الثامن عشر والذي كان تتسم أجواءه بالبطء الذي انعكس على علاقة الحب فبدى كثيفا، أما القصة الثانية في عصرنا هذا صبغها بإيقاعنا السريع فبدت متعجلة وهشه.
“العادات السبع للناس الأكثر فعالية” ويعد هذا الكتاب من أهم كتب تطوير الذات بيع منه 20 مليون نسخة، وتُرجم إلى ثماني مئة وثلاثين لغة مختلفة لكاتبه “ستفين كوفي” ونشر عام 1989لأول مرة، وهو يناقش السبع عادات التي يتسم بها الإنسان الناجح ويبين الكاتب بين سطوره كيفية تنظيم أنشطة اليوم بطريقة ساحرة.
وبين أرفف المكتبة العالمية ينزوي كتاب “عالم تسكنه الشياطين _ في مواجهة الدجل والخرافة” للكاتب كارل ساجان” وهو عالم من علماء علم الفلك ويناقش في كتابه مزاعم الأفكار الخرافية ساعيا بذلك وبجدية نحو تنمية حاسة الشك العلمي لدى القارئ وإكسابه المناعة ضد الخرافات.
بينما يوضح الكاتب “دانيال كانمان” للقارئ متى يجب الوثوق بالحدس ومتى يجب الاعتماد على التفكير المنطقي في كتابه “التفكير” في رحلة داخل العقل البشري يشرح أثناءها النظامين اللذين يحركان عملية التفكير، منحازا للنظام الثاني الأبطأ والأكثر عقلانية.