كريستا كيفير وعودة للماضي مع لوحاتها

لا يمكنك امام اعمالها الفنية إلا وأن تطلع إليها وأنت مذهول من فرط قدرتها الهائلة لنقلك لزمن موغل في القدم . ولولا تأريخ العمل الذي يدل على أنه رسم حديثا لم نصدق ذلك!
الفنانة الشابة كريستا كيفير ولدت في توبنجن بالمانيا ، درست الفن التشكيلي على نطاق واسع في جميع أنحاء اوربا وذلك قبل انتقالها للولايات المتحدة للدراسة في مركز فن التصيميم العالمي بمدينة لوس انجلوس. وذلك بعد فوزها بالمرتبة الأولي في مسابقة جمعية الرسامين و حصلت على الماجستير في الفنون الجميلة .
تخصصت الفنانة في رسم الحياة الاجتماعية الفرنسية في القرن التاسع عشر بكل اشكالها وجوانبها. المقاهي، الشوراع، الحوانيت التجارية ، الحدائق، البشر بمختلف طبقاتهم وجسدت اعمالها روعة العمارة الفرنسية في ذلك الوقت.
لوحاتها فيها الكثير من التوزان المثالي ما بين الصخب والهدوء، العتمة والضوء ، السعادة والحزن.
وبشكل عام اعمالها تضج بالحياة لها مجموعة من اللوحات تمثل المجتمع الفرنسي في ذلك الوقت في كامل أناقتهم بما يناسب ازياء هذا الزمن و يخرجون للتريض ، لحضور حفلات ،للجلوس في المقاهي.
من اشهر اعمالها لوحة ( كافيه لوموند) وهو مقهي قديم جدا يقع في شارع الشانزلزيه ويعد واحد من اشهر المقاهي الفرنسية فكان تجمع لأشهر وأهم كتاب فرنسا في القرن التاسع عشر امثال ( ستندال _ فكتورهوغو – بلزاك – وغيرهم).
تمنح عناوين لوحاتها احساس متدفق من الحيوية والنشاط (يوم احد في المنتزه – نوتردام تحت المطر – الذهاب إلي بلازا – الصعود نحو مونمارتر).
هناك شبه كبير بين اعمالها وبين اعمال الفنان الفرنسي الشهير ( جان بوردوا ) والذي لم يرسم سوى لوحات للحياة الفرنسية في ذلك الوقت الذي عاصره ، وعندما وجه لها احد النقاد سؤال عن ذلك التشابه الكبير بين أعمالها وأعماله. اجابت أنها لا تستطيع أن تنفي أنها متأثرة به بشكل كبير.
و ربما يأتي هنا التساؤل عن الحد الفاصل ما بين التأثر والتقليد فبدون شك لوحاتها هي إعادة لأعمال ( جان بوردوا) ويظهر ذلك بوضوح في لوحته ( المساء الأنيق ).
ولكنها تملك من الذكاء ما تستطيع به أن تجعل هناك فاصل ما بين أعمالها وأعماله وذلك بأستخدامها تقنية حديثة في الأضاءة اكسبت لوحاتها ميزة وتفرد . و افصحت أن السر في الأضاءة الخاصة التي تمتاز بها أعمالها هي نتيجة طلاء الزجاج التى تمنح احساس بالسحر والجمال .
أعتادت الفنانة أن ترسم على قماش الكونفس وبشكل عام الوانها كثيفة بضربات فرشاة قوية بما يتلائم مع الجو العام الذي اختارته لأعمالها.
وبذلك نجد أن ما وضع كرستا كفير على درب النجاح وفي فترة قصيرة استطاعت أن تحقق شهرة كبيرة اختيارها لهذا الزمن المنصرم و طريقتها المميزة في توزيع الضوء بشكل لافت وجذاب وقد اصبح أسمها اليوم واحد من اشهر الأسماء في عالم الفن التشكيلي وتباع أعمالها بمبالغ كبيرة جدا مقارنة مع أسماء كبيرة ولامعة في عالم الفن.