قطر المجد وصفحات التاريخ من الباب الذهبي
محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة
قطر المجد
وصفحات التاريخ من الباب الذهبي
الدول مثل الأفراد لها سيرة وحكاية يسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل فمنهم من يسجل في أبواب الضعف والانهيار ومنهم من يسجل في باب الفخر والنصر والكمال أو الباب الذهبي وصفحاته الخالدة.
وهكذا فعلت قطر فعبر ملحمة وطنية استمرت لأكثر من 12 عاما منذ نالت شرف إستضافة كأس العالم حتى لحظة كتابة هذه السطور ملحمة عنوانها العمل والعزم والإرادة لقهر المستحيل وتحدي الزمن الذي مرّ كسرعة البرق وتحدي مكائد الحاقدين الذين حاربوا حتى يقام المونديال في موعده ورد الله سبحانه كيدهم في نحورهم لتقدم قطر للعالم أجمل وأفضل نسخة شهدتها بطولة كأس العالم عبر التاريخ .
إن قطر لم تبني ملاعب رياضية وحسب بل انشئت البنى التحتية، والرعاية الصحية، والثقافة، والسلامة العامة والأمن، والبيئة، حتى تستعد بشكل كامل للإستحقاق الذي إنتظره كل قطري وعربي وعاشقٍ للرياضة في أنحاء العالم كافة.
لقد تمكنت دولة قطر الصغيرة مساحة والكبيرة تأثيرًا من تحقيق حلم العرب في استضافة وتنظيم نسخة فريدة من تلك البطولة العالمية وقد يظن البعض إنها مجرد بطولة رياضية ناجحة واقول إنها باب وبوابة لكي يعرف العالم أجمع حضارة ولغة ودين العرب والمسلمين ولا أبالغ إن قلت أن كأس العالم 2022 هو فتحٌ إسلامي جديد، حرصت فيه قطر على إرسال رسائل تعرف بتراثها العربي الإسلامي وظهر ذلك جليلا في كل مكان يصله زوار الدولة من مشجعي البطولة بدءا من المطار إلى الملاعب وتجمعات المشجعين نهاية بأصغر عامل في الدولة حيث تحول الجميع إلى سفراء للأخلاق العالية وحسن المعاملة.
ويكون السؤال الكبير ما هي المكاسب من تلك البطولة التي أنفق عليها بسخاء كبير ونجيب إن المكاسب لا تعد ولا تحصى على كافة المستويات والاصعدة سواء المادى الملموس او المعنوى واهم مكسب نجحت قطر فيه هو تغيير الصورة النمطية للعربي المسلم في العقلية الغربية وتحطيم ما علق في أذهانهم عن سكان الصحراء راكبي الجمال الذين يتصفون بالشراسة وقد تبدلت هذه الصورة إلى صورة العربي صاحب القيم والمبادئ، والاحترام والرقي في التعامل، والحفاوة والكرم وخدمة الغير دون مقابل حتى لو كان كلمة شكرا وما حدث بين المشجع العربي وعائلة مدرب البرازيل خير مثال على ذلك.
ويجدر بنا أن نستعرض بفخر الأحداث الرياضية الدولية التي استضافتها قطر حتى تكون جديرة بإنحاح وإبهار العالم في نسخة كأس العالم لكرة القدم 2022، فقد استضافت دولة قطر ما يقارب 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005، شملت جميع أنواع الألعاب الرياضية ومختلف الفئات العمرية، ومنها دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006، وبطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015، وبطولة العالم للملاكمة 2015، وبطولة العالم لكرة اليد للأندية أبطال القارات، وكأس العالم للأندية 2019، وبطولات العالم لألعاب القوى وغيرها وغيرها كما تتطلع دولة قطر إلى استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030. وليس ببعيد أن تطلب استضافة الاولمبياد وهذا شئ نستطيه تنظيمه بحول الله وقوته.
وأخيرا الشكر موصول للقيادة الحكيمة ممثلة في سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد وللحكومة وكافة أهل قطر والمقيمين فيها بل وكل من ساهم وساعد فى إنجاح استضافة قطر لهذه البطولة العالمية المبهرة ودعاء إلى العلي القدير أن يمن علينا بمزيد نعمه وفضله ويديم علينا نعمه الأمن والأمان إنه نعم المولى ونعم النصير وسلامتكم.