سيرة المجد ومكارم الأخلاق

    • في ركن المكتبة التراثية ذلك المكان المشرف والمميز من مكتبة قطر الوطنية وذلك يما يحوى من مقتنيات نادرة ترصد تاريخ قطر الزاهر والذي خطه الأولين بحروف من نور في سجلات التاريخ التي لا تجامل ولا تداهن بل تذكر الحقيقة ولا شيء غيرها، يوجد نسخة أصلية من ديوان الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس دولة قطر والتي طبعت في المطبعة المصطفوية، في مومباي الهندية عام 1907م.

 

    • والحقيقة أن ذلك الديوان يعكس بجلاء لا ريب فيه المآثر والمبادئ والخصال الحميدة التي كان يتمتع بها الشيخ جاسم حيث كان رحمه الله قائدا عسكريا وقاضيا مفتيا، كما كان فارسا وشاعرا، وصاحب نخوة وشهامة وتلك الصفات أورثها لأبنائه وأحفاده فصاروا على نهجه جيلا بعد جيلا خيار من خيار رجال كرام أوفياء.

 

    • لذا فنحن الآن في قطر وفى كل بلاد العالم المحبة للحق والعدل وكرامة الإنسان أيا كان لونه أو عرقه لا نندهش من مواقف قطر العظيمة الشجاعة في الحاضر كما إننا لم نندهش من مواقف قطر النخوة و الشهامة في الماضي العريق الذي نفتخر به.

 

    • وإن من يستمع إلى خطب وكلمات سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سيجد أنه خير راع لمكارم الأخلاق وأنه يحفظه الله عميق الفهْم للقيم الإنسانية النبيلة، راسِخ الاقتناع بوجوب إحقاق العدل ورفْع الظلم؛ ليس عن أهله القطَريين فحسْب، وإنّما أيضا عن المظلومينَ، أياً كانوا وأينما كانوا؛ مؤمِنًا بأنّ الأَوْلى بالحماية همُ المضطهَدونَ في بُلدانهم، وأعزاءُ قومٍ ذُلّوا أو حَلَّت بهم نكَباتُ الدَّهر مثلما كان يفعل جده من قبل الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني قبل سنوات طويلة.

 

    • ورغم الحصار الجائر ممن كنا نظنهم إخوان أشقاء أو من قوى الاستعمار الغربي العالمي التي لا تريد نجاحا ولا فلاحا ولا حرية ولا عدل ولا كرامة للإنسان العربي المسلم في أرضه ووطنه.

 

    • إن قطر ما تزال وحدها تحارب وتجاهد بالفعل وليس بالقول من أجل التكافل الاجتماعي، ورد المظالم، والفزعة لكل من يطلب مساعدتها من داخل قطر وخارجها، وهذا هو سر العداء لنا وسر الحسد والغيرة التي تملئ صدور قوم حاقدين على إزدهار وتطور ورخاء قطر.

 

    والحق أقول أن ذلك المقال الذي كتبته من القلب هو فرصة لتجديد الولاء والإنتماء لثرى قطر الطاهر وللقيادة الحكيمة التي تقود سفينة هذا الوطن المعطاء إلى ضفاف الأمن والتنمية الحقيقة والإزدهار الفعلي وليس كما يقدم الآخرين زيف وخداع وحبر على ورق لخداع شعوبهم وسرقة مقدراتهم وثرواتهم وإعطائها لمن يتحكم في كراسيهم وعروشهم الوهمية وسلامتكم.