دولة قطر واستراتيجية النجاح
محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة
أكثر من 1000 يوم هي عدد أيام الحصار الجائر على قطر الحبيبة والحق أقول لكم لم يعد أحد في الداخل القطري يهتم بموضوع الحصار لأننا وبإختصار شديد تجاوزناه بالعمل الجاد الدؤوب بل ساهم الحصار في جعلنا أكثر استقلالا وأكثر قدرة على الصمود وأكثر قدرة على الإنتاج والإكتفاء في مجالات عديدة.
والحقيقة أن الباحثين السياسيين يرون بوضوح وجلاء لا ريب فيه أن قطر تبنت خلال الثلاثة أعوام الماضية ومنذ ضربت الدول الأربع حصارا كان هدفه خنقها حتى تمتثل لوصاية تنال من استقلالها وتضرب حريتها وتكمم صوتها الحر النزيه وأقول أن الدولة تبنت استراتيجية مبنية على التحرك السريع في كل الاتجاهات، لتحقيق أهدافها بنجاح.
لذا كان واضحا حجم الزيارات السريعة والمثمرة والهادفة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بالإضافة إلى إستقبال سموه للعديد من زعماء ورؤساء الدول حول العالم، وذلك من أجل تعزيز حضور قطر الدولي ودعم علاقاتها مع الخارج، وهو ما جعلها محط أنظار كثير من دول العالم فكسر بذلك التحرك المدروس والواعي خيوط عنكبوت الحصار وأرسى دعائم اقتصاد جديد متين يؤمن بالشراكة القائمة على الندية والإحترام المتبادل بين الدول.
ولعل دولة قطر استطاعت وفي وقت ليس بالطويل أن تبنى علاقات خارجية أكثر قوة مع أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا ودول الوطن العربي، ودول أمريكا الجنوبية، وغيرها من الدول.
كما أنها كانت دائما القبلة الأولى في حل النزاعات الشائكة واستضافة المؤتمرات الدولية التي برع فيها شباب قطر في التنظيم الإحترافي الذي يشهد به القاصي والداني وبشهادة المنظمات العالمية على راسها الأمم المتحدة ومنظمات الاتحاد الأوروبي.
ولا شك من أراد أن يرى ثمار ذلك التحرك الدولي المميز فما عليه إلا أن يقوم بجولة داخل الأسواق القطرية العامرة والمنتعشة على عكس ما تمنى ضاربي الحصار الجائر وسيرى هذا التنوع المميز و تدفق آلاف السياح على قطر وأيضا ذلك الزخم العالمي في موانئ قطر البحرية والجوية والتي تشهد إنفتاح على جميع دول العالم، بما يعزز إيمان قطر بتنويع علاقاتها بالمجتمع الدولي، وهي العلاقات التي ازدادت قوة وتأثيرا بعد فرض الحصار.
وأقول جازما أن دولة قطر والتي ترتكز سياستها الخارجية على مجموعة من المبادئ المجملة في دستورها، والتي تتضمن ترسيخ السلم والأمن الدوليين من خلال تشجيع الحل السلمي للنزاعات الدولية كما تحترم سياسة المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وتلك التي تعتبر طرفاً فيه لا نطلب من الآخرين إلا الإحترام المتبادل والمعاملة بندية وعدم التدخل في شؤوننا وقرارتنا السيادية.
ولعل أجمل وأعمق ما أختم به مقالي تلك المقولة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في نوفمبر 2018:
“سوف تظل دولة قطر كما عهدتموها طرفا فاعلاً وداعماً لجميع الجهود المبذولة لتسوية الخلافات ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية والتعامل الفاعل مع القضايا والمشاكل التي تهدد السلم والأمن الدوليين.”