اليوم الوطني للدولة عيدك يا قطر
محمد بن عبد الله العطية
رئيس مجلس الادارة
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تهل على قطر أميرا وحكومة وشعبا ذكرى اليوم الوطني للبلاد والذى نعتز به كيوم مجيدٌ مُشرِق في تاريخ وطننا الحبيب عندما تَعاضَد وتَكاتَف أهلنا فيما بينهم ووحدوا البلاد تحت راية حق وعدل ورحمة ما تزال خفاقة شامخة حتى اليوم.
وكشأنهم في الماضي الزاهر يثبت القطريون في الحاضر المشرق أنهم دائما وأبدا أنهم رجال أوفياء جلبوا على التضحية والفداء بكل غال ونفيس من أجل رفعة ومجد قطر فقد كسروا حصار جائر وازدهرت البلاد كما لم تزدهر من قبل في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله تعالى.
والحق أقول أن المسؤولية التي نحملها على عاتقنا كبيرة بل وجسيمة تتطلب منا الحفاظ على القيم النبيلة التي ورثناها من الشيخ جاسم بن محمّد آل ثاني مؤسس دولتنا الحديثة ومن رجالات قطر العظام جيلا بعد جيل.
والحقيقة إن شعار هذا العام “المعالى كايده” والذي استمد من شطر شعري من قصيدة للمؤسس رحمه يرثى فيها ابنه الشّهيد الشّيخ جوعان رحمهما الله تعالى، فيختزل في وصفه شباب هذا البلد العزيز في مرحلة التأسيس، ويُعطي لمحة عن حقيقة جيل من الشّباب نشأ على الأخلاق والعلم والادب
حين قال
حوى المجد والآداب في عشر سنّه
ونــال المعالــي كلّهــا والمراجــل
وكما تذكر المراجع التاريخية في واحدة من أنصع وأنقى صفحات التضحية والفداء لثرى هذا الوطن الطاهر عن واحد من أبناء قطر أصحاب السيرة العطرة فقد كان الشّيخ جوعان وجيله من الشّباب نموذجاً لشخصيّة الشّباب القطري إلى اليوم، في اكتسابه للأخلاق والعلم، والاستعداد للتضحية في سبيل وطنهم الغالي قطر، متجاوزين كلَّ التحديات، وصولاً بالوطن إلَى طريق المعالي، ولو كانت المعالي كايدة كما يقولون. هذا الجيل الذي تربّى على السّعي لنيل المعالي في سبيل الوطن والأهل ولو كان ثمن ذلك التّضحية بأغلى ما يمتلكون، حيث كانت التحديات التي واجهوها عظيمةً، ومنها الحادثة التي خُلّدت في وجدان القطريّين، حتّى صارت علامة على صدق ما عاهد الشّباب أنفسهم عليه.
ومن دواعي الشرف أنى أعدت قراءة تلك القصيدة الخالدة والتي تقطر ألما وفخرا في الوقت ذاته حين يرثى المؤسّس الشيخ “جاسم” ابنه الشّيخ جوعان، معدّداً مناقبه، فقد كان على حداثة سِنِّه متحلّياً بالأخلاق، وطالباً للعلم، وفارساً مقداماً في نيل المعالي، وتلك هي القيم التي تربّى عليها في بيئته القطريّة، فكانت له ولشباب مرحلة التأسيس خير مدرسة وهذا والله حال شباب قطر من تلك السنين حتى عصرنا الحالي وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله
وأخيرا إن القطريين كانوا وما زالوا لا تزيدهم نعم الله إلا شكراً و حمداً وتواضعا. ولا ترهبهم التحديات و لا الشدائد ولا المحن بقدر ما تزيدهم قوة وبأس وصلابة وشموخ.