الكتب الأبرز عالمياً في عام 2019

الكتب الأبرز عالمياً في عام 2019
آية ياسر
كان العام 2019 حافلاً بالأعمال الأدبية الجيدة، التي نجحت في لفت الأنظار إليها وحصد بعضها جوائز هامة.
وتربعت رواية “رحلات” للبولندية “أولغا توكارتشوك”، على عرش روايات العام، بعد تتويجها بجائزتي المان بوكر الدولية، ونوبل للآداب.
وتدور أحداث رحلات”” حول السفر عبر الزمن وجسم الإنسان، وطرق الحياة والموت والحركة والهجرة، عبر قصص متنوعة تتنقل خلالها بين القرن الحادي والعشرين، والسابع عشر والثامن عشر.
واتجهت الأنظار بقوة لرواية “الوصايا” للروائية الكندية “مارجريت أتوود”، بعد فوزها بجائزة البوكر البريطانية 2019، ووصولها للقائمة الطويلة لجائزة جيلر 2019.
وتعد “الوصايا” بمثابة تكملة لرواية “حكاية خادمة”، لـ”مارغريت أتوود”، التي لاقت نجاحًا كبيرًا عند صدورها عام 1985، ووصلت للقائمة القصيرة للجائزة ذاتها.
وتجري أحداث “الوصايا” بعد 15 عاما من انتهاء أحداث الكتاب الأول، وتناقش قضايا السلطة الذكورية فى المجتمعات الأبوية، وقضايا العبودية والحقوق النسائية، متطرقة إلى الأحداث السياسية العالمية الحديثة.
فيما استطاعت الروائية البريطانية “برناردين إيفاريستو”، ذات الأصل النيجيري، أن تلفت الأنظار إليها بعد فوز روايتها “فتاة امرأة وآخرون”، بالبوكر مناصفة مع “مارجريت أتوود”، لتكون أول امرأة سوداء تفوز بالجائزة.
وتتناول الرواية صراعات اثني عشر شخصًا مختلفًا في بريطانيا، معظمهم من الإناث والسود، محاولة كسر حالة الصمت التي فرضت على السود على مدار التاريخ، من سلبهم أصواتهم، خاصة سلب النساء منهم.
ويمكننا القول إن مفاجأة هذا العام تمثلت في نجاح الروائية العمانية “جوخة الحارثي”، في أن تسطر اسمها بين عمالقة الأدب في العالم، محققة إنجازاً عربياً غير مسبوق بعد أن فازت بجائزة “مان بوكر” عن رواية “الأجرام السماوية”، والتي ترجمتها “مارلين بوث” عن روايتها “سيدات القمر”.
وتستعرض هذه الرواية حياة ثلاثة أجيال من أسر عمانية عاشت في قرية بعيدة عن المدنية، محتفظة بالعادات والتقاليد وشكل العلاقات القديمة، حيث كانت الحياة بسيطة لا ينشغل الناس فيها بالتعليم والسفر، وصولًا إلى الجيل الذي يتعلم ويسافر ويحب، من عالم البدو البسيط شبه البدائي الذي يعتمد على الزراعة والرعي والتجارة، إلى العالم الذي تطور وتعقد شكلًا، وإن لا يزال يعاني من ثقافته البدائية، ولا يفهم عمق الحياة وفحوى التطور.
وعلى صعيد الكتب العالمية الأكثر مبيعًا وانتشارًا، تنوعت القائمة بين روايات ومذكرات وقصص قصيرة ومقالات، وتصدرها كتاب “كل الحيوات التي حييناها: البحث عن العزاء في فيرجينيا وولف” للمؤلفة “كاثرين سميث”.
وهو كتاب عن الأسرة، والخسارة، والعودة إلى الوطن، تمزج فيه الكاتبة بين أحاسيسها ومشاعر فيرجينيا وولف الحزينة، ووفاة والدها، وعثورها على المواساة في كلمات “وولف”.
وتصدّر القائمة أيضاً كتاب “نساء يتحدثن” لـ “ميريام تويز”، ويدور حول النساء في مستعمرة مينوناتية، وهي طائفة مسيحية إصلاحية نشأت في أيام الرومان، ويعيش أغلبهم حياة محافظة تقية بعيدًا عن العالم، يستخدمون الوسائل القديمة، وهو مأخوذ عن أحداث حقيقية.
وواحد من أكثر الكتب مبيعاً هذا العام هو “خادمة: كادحة، راتبها قليل، وأم سوف تنجو” للكاتبة “ستيفاني لاند”، وفيه تتحدث عن نشأتها، وتخطيطها دائمًا للهروب من مسقط رأسها كي تصبح كاتبة، ولكن بسبب حملها غير المتوقع علقت أحلامها، وأصبحت مدبرة منزل، عاشت فيسكن حكومي لتغطية نفقاتها، لكنها استمرت في تلقي الدروس عبر الإنترنت في الكليات، وداومت على كتابة القصص القصيرة عن المحيطين بها.
وضمت القائمة الجزء الأوّل من ثلاثية «النجمة السوداء»، «فهد أسود، ذئب أحمر»، للكاتب “مارلون جيمس”، وتدور أحداثها في إطار الفانتازيا الأفريقيّة، و الأساطير الأفريقية، والقصص الشعبية الشفهيّة، ، مظهّراً أفريقيا بعيداً عن الصورة النمطية التي رسّخها الغرب الأبيض.
ومن الروايات الشيقة بالقائمة “تمرين ثقة” للكاتبة “سوزان تشوي”، التي تبدأ أحداثها بمراهقان في المرحلة الثانوية تنشأ بينهما بداية علاقة حب، لكن هذا يتغير بسبب جاذبية أحد المعلمين، الرواية مثيرة للكثير من التساؤلات.
وشملت أيضاً كتاب “الناس العاديين” لـ”سالي روني”، والذي يناقش الاضطرابات التكوينية في سنوات الدراسة الثانوية والجامعية، ويتناول كيفية تصارع الرجال والنساء مع الجنس ، والطبقة ، والشعبية ، والحب الشاب.
ولا نغفل أيضاً المجموعة القصصية “زفير” للكاتب “تيد تشيانغ”، المنتمية لأدب الخيال العلمي، وتضم تسع قصص عن السفر عبر الزمن، والكواكب والأكوان البديلة.